الاثنين، 21 فبراير 2011

علماء وأدباء الدولة اليَعْـرُبِيّة


1- العلامة الشيخ صالح بن عبد الله بن مسعود العزري


ولد العلامة الشيخ بن صالح بن عبد الله بن مسعود بن حمد بن محمد بن صالح العزري السليفي في بلدة السليف في ولاية عبري , وقد كان زاهدا , تقيا , و قاضيا , وقد عينه الإمام سلطان بن سيف اليعربي قاضيا في حصن الغبي في ولاية عبري , وقد الف – رحمه الله – العديد من الكتب في أحكام الفقه , والشريعة وقد اندثرت أغلب مؤلفاته , وما بقي منها القليل نذكر منها : كتابه (بصيرة الاديان) الذي تحدث فيه عن أحكام القتل , والقصاص , والنساء , وكتاب آخر تحدث عن(أحكام القصاص في الجوارح , والعفو عن القصاص, والدية), وقد كان رحمه الله مرجعا للعديد من العلماء , والادباء في عصره , وأوقف العديد من كتبه , وكتب الآخرين حتى يستطيع العامة من الناس الاطلاع والإستفادة منها , حيث أوقف لها ولخدمتها نخيلا في بلدة السليف , ولا يزال الوقف موجودا على الآن بها.


2- العلامة الشيخ عمر بن مسعود بن ساعد المنذري


يعد العلامة الشيخ الكبير عمر بن مسعود بن ساعد المنذري من علماء القرن الحادي عشر الهجري , وهو من بلدة السليف بولاية عبري , كان رحمه الله ورعا زاهدا , متعففا , عكف على كتابة العلم , ودراسته وأخذه من علماء عصره , وقد نبغ في علوم الطب الذي اشتغل به زمانا , ومارسه وكان يقصده الناس من كل مكان منهم من يستفتي ومنهم من يستشفي , ومنهم من يسترشد , كما نبغ –رحمه الله- في علوم الفلك والرياضيات فقد كان يكتب كتب العلوم بيده , فجمع الكثير من الكتب العلمية مما مكنه من تأليف كتابه الجامع (( كشف الاأسرار المخفيه في علم الأجرام السماوية والرقوم الحرفية)). وللعلامة رسالات في الفقه والأدب والطب , وقد رافق – رحمه الله- العديد من علماء وفقهاء زمانه , وكان ملازما لحلقات العلم والعلماء , توفي رحمة الله عليه بعد صلاة الظهر من سنة (1160) هجري , بعد ان اوصى بما يلزمه , فجمع أقاربه وذويه وأشعرهم بقرب وفاته , حيث دفن في موطنه في بلدة السليف في ولاية عبري وذلك على ربوة وما زالت باقية. ولأهمية مؤلفاته فقد قامت وزارت التراث القومي والثقافة بطباعة مؤلفه الكبير (( كشق الأسرار المخفية في علم الاجرام السماوية والرقوم الحرقية)).


3- الشاعر الأديب راشد بن خميس بن جمعة الحبسي


ولد بقرية (عين بني صاروخ ) بوادي العين في ولاية عبري سنة تسعة وثمانين بعد الألف من الهجرة (1089هـ) وقد شاء القدر أن يحرم شاعرنا من نعمتين منذ طفولته وهما نعمة البصر ونعمة حنان الأبوين ،حيث فقد بصره وهو أبن ستة أشهر ومات أبواه وهو في السابعة من عمره الرغم من ذلك فقد عوضه الله بموهبة الشعر ،وقد طلبه الإمام بلعرب بن سلطان اليعربي ،للانتقال إلى جبرين ليقوم برعايته وتربيته وتعلم في ظله علوم القرآن ،وعلوم اللغة .فأصبح شاعرا مجيدا ،وأديبا حاذقا وخاض في جميع فنون الشعر وبعد وفاة الغمام بلعرب بن سلطان اليعربي انتقل شاعرنا إلى الحزم بالرستاق ؛ ليعيش هناك في كنف الإمام سيف بن سلطان اليعربي إلى مات ثم عاش مع أبنه الإمام سلطان بن سيف الثاني حيث كان بارا به محبا لنبوغه وشاعريته وقد ترك لنا هذا الشعر موروثا قيما في مجال الشعر ؛ مما حذا بوزارة التراث القومي والثقافة بطباعة ديوانه المسمى (ديوان الحبسي ).


4- العلامة الفقيه القاضي الشيخ خميس بن رويشد المجرفي


عاش خلال فترة حكم اليعاربة ،حيث كانت له مكانة علمية كبيرة بين الناس جعلته مرجعا في كثير من الأمور الفقهية ،وقد ألفا العديد من الكتب في مختلف العلوم ، وقد تولى رحمه الله القضاة في العديد من البلدان منها ضنك حيث قام القاضي خميس بن رويشد المجرفي وهو يومئذ قاضيا على ضنك بمساعدة الإمام ناصر بن مرشد اليعربي أثناء محاولته فتح الغبي في ولاية عبري وعندما تمكن الغمام من فتحها جعل الشيخ خميس بن رويشد واليا عليها .


5- الشيخ العلامة خلف بن سنان بن خلفان الغافري


هو الشيخ العالم الفقيه والشاعر البارع خلف بن سنان بن خلفان الغافري من علماء القرن الحادي عشر الهجري استقر في شبابه في بلدة الدريز في ولاية عبري وقد عاصر بعض الأئمة الدولة اليعربية .حيث تقلد مهام القضاة بمدينة نزوى وقد كان عالما في مجال الفقه وبليغا في النثر والأدب وبارعا في الشعر حيث كان يكتب الشعر الفصيح في جميع المجالات في النصح والحكمة والرثاء والفخر والمدح . وقد قام الشيخ سيف بن بن حمود بن حامد البطاشي بتجميع بعض قصائده في ديوان (إيقاظ الوسنان في الشعر وترجمة الشيخ خلف بن سنان ) .وهو صاحب علم الكشف كما ذكره العلامة الشيخ نور الدين السالمي في" تحفة الأعيان ".


6- الشاعرعلي بن ظاهر الماجدي




مولــده


من الصعب جداً ان نقف على تفصيل حياة هذا الشاعر لبعد الشقة بيننا وبينه من ناحية ولعدم توفر ترجمة كتابية عن حياته من جهة أخرى ..
وما وقفنا عليه في ذلك إنما هي روايات من أفواه بعض العارفين من المسنين في دولة الإمارات.
وقد اختلفت هذه الروايات في مولد إبن ظاهر ونشأته .. فمن قائل انه ولد في قرية الذيد من أعمال الشارقة مستنداً في ذلك إلى ما جاء في أشعاره عنها وعن وصف نخيلها .. ولكن ذلك في رأينا ليس دليلاً قاطعا لمولده فيها .. فقد تعرض ابن ظاهر في أشعاره للذيد كما تعرض لغيرها من مناطق الإمارات وقراها .. ومن قائل انه ولد في رأس الخيمة بمنطقة الساعدي .. ودليله على ذلك ان الشاعر كان ملمّا بأحداث هذه المنطقة وكثيرا ما كان يتردد ذكرها في اشعاره وخاصة حادثة المعيريض المفجعه. وقد تكون هذه الرواية أرجح لدينا من الاولى لسببين


أولاهما :


ان الانسان إذا تقدمت به السن أصبح كثير التحنان والشوق إلى وطنه وهذا ما يفسر لنا كثرة تردد اسم تلك المنطقة في شعر ابن ظاهر وتعرّضه لكثير من أحداثها.
ثانيهما : من المعروف ان إبن ظاهر في آخر حياته قد استقر بالخرّان ودفن بأرضها بناء على وصيته .. وما يزال قبره معروفاً فيها إلى الآن وفي ذلك قال قبل وفاته بقليل :


ما بين سيح أو ساحل منقادي ** هناك وين العين طاب منامه


وفي رواية لأحمد بن مصبح بن حموده بان الشاعر ابن ظاهر ولد بالقرب من منطقة الخرّان ونشأ بها وترعرع على أرضها وعندما اشتد عوده وأصبح من القادرين على تحمل الأخطار والضرب في الأرض اخذ يتنقل في مدن الامارات وقراها .. وفي آخر عمره استقر في الخرّان
وتوفي فيها ودفن بها .. ويذكر لنا الراوي ايضا ان ابن ظاهر قد أجرى بعض التجارب على الاراضي التي أحب ان يدفن فيها بعد موته . وكانت لديه دريه بدفنها في التراب حيث حل حولاً كاملاً ثم يعود لنبشها فيجدها وقد أكلها التراب .إلا التي دفنها في الخرّان وجدها باقية على حالها لم تتغير .. لذلك أوصى بدفنه فيها .وكان ابن ظاهر كما يروى عنه وكما تدلنا أشعاره أيضا انه رجل بدوي اعتاد التنقل في أرجاء المنطقة شأنه في ذلك شأن البدو الرّحل الذين ينتجعون مواقع القطر ومنابت الكلأ .. وله في ذلك عدة قصائد يذكر فيها كثيراً من تلك المواطن التي كان ينتجعها .. واليكم الأبيات التي يذكر فيها تلك المناطق بالاسم :


ورويت لرض من شرق أو غرب ** وأسقت كلما حازت اعماني
من افيوي الينوب إلى الشمال ** من الظفره إلى سيفة إدهاني
وروي الرمل مع سيح الغريف ** ووادي المكن داناه المداني
على نزوه وما حاز الهباب ** ووادي الجرن واسقانا زماني
وأسقت من فلاح إلى العذيب ** مجوج الماء ثمان في ثماني
على الصجعه وما حاز العشوش ** على البطحاء وتمت روهجاني
على رمل الحويمي والغدير ** وسيح اليلح مخضر المثاني
على تاهل وعثمر والغويل ** على وادي سلام أو سيهجاني
من غرى ﭼﺪ روح الغالي ** فوق حول اسمان لاقيته
بو مضيمر والردف عالي ** من ورا لثياب خصّيته
حافظ على تاهل واهاليه ** واللي سكن لحليو يفداه
غزلان رينا في مفا ليه ** بالحل يا ريم لقفناه
إلى كفا وما حاز الخرير ** مشرجة تباحيل الدباني
على المزرع وخطا والهزوع ** مهايفة إلى مريال ثاني
على كلبا وما حاز الجبال ** من البلدان من قاصي أو داني
وجاد الجود منها في الشمال ** على البدوان ساحبة الجناني
وجاه السيل من روس الجبال ** وجل إغفاه وامتلت المغاني
وسوت لرض عشب زين لون ** يشوج رايده لي جاه عاني
وجابوا حي شوقي من ابعيد ** وبنو في مغانيها المباني
وطاب النوم من عقب الهموم ** وجابوا صاحبي ملبعدداني
حسين الصور مجلود الخصور ** لكنه من ظبي سيح اليماني
سوى عن لكنها عين ريم ** وعنق مثلما عنق الدماني
وراس أسمر جاني سبيب ** كما الغربيب واجنا منه جاني
وصلوا يا حضور على ** الرسول عدد مالاح براق اليماني




تاريخ مولد ابن ظاهر :
عاصر ابن ظاهر فترة من عهد الدولة اليعربية التي قامت في عمان سنة 1024هـ ... ودليلنا على هذا إن ابن ظاهر قد مدح أحد أئمة هذه الدولة وهو الإمام سيف بن سلطان الملقّب بقيد الأرض و الذي تولى الإمامة في عام 1104 هجرية وتوفى عام 1123 هـ بعد حكم دام تسعة عشر عاماً. يقول ابن ظاهر في قصيدته التي يمدح بها قيد الأرض – سيف بن سلطان :


نرعى القفور إبلا سبور ولا لنا ** دور يدور وهو مرد الجامه
في ظل بوسلطان لي يهين العدا ** اللي رقى من العز ذروة سنامه
لي ييت ريت مجالس مفتوحة ** وصياني تركض بها خدّامه


وللأسف إن هذه القصيدة قد ضاعت ولم يبق منها إلا هذه الأبيات الثلاثة على ألسنة الناس.






إتصاله بقيد الأرض :


فقد اتصل شاعرنا بهذا الامام وامتدحه بعدة قصائد لم نعثر منها إلا على أبيات متفرقة من أفواه بعض الحفاظ المسنين وقد مر بنا ذكرها .. وما دمنا بصدد ذكر تلك الحقبة التي عاشها الشاعر ..فيحسن بنا أن نتطرق بايجاز إلى التعريف بالدولة اليعربية الفذة التي عاصر الشاعر إنتصاراتها لنستطيع أن نستشف من عهدها البيئة الثقافية التي عاش فيها الشاعر ابن ظاهر.


الاهتمام بالناحية العلمية والثقافية في أيام اليعاربة :


ومن الجدير بالذكر أن الأئمة اليعاربة رغم أعباء المسؤولية الجسيمة وانشغالهم بجهاد المستعمر البرتغالي الذي يحتل أرضهم .. لم يشغلهم كل ذلك عن قامة المدارس ودور العلم والثقافية وتشجيع المعرفة .. وفي ذلك يحدثنا حميد بن محمد بن رزيق في كتابه الفتح المبني بان بلعرب بن سلطان بن سيف اليعربي كان يقال له ابو العرب لكرمه الزائد وهو الذي عمّر يبرين ونصب مدرسة للعلماء والمتعلمين رغّبهم ببذل المال وأكل الفواكه . فنال العلم بكرمه الطلبه فغدا من كان متعلماً فقيهاً عالماً ومن كان لا أديباً شاعرا ًمتصرّفاً بالعربية . ثم أنه يذكر لنا أسماء جهابذة العلماء الذي زخرت بهم الدولة اليعربية كالشيخ خلف بن سنان الغفاري – والشيخ سعيد بن محمد بن عبيدان وغيرهم جملة من الأدباء . وصاروا أدباء بكرمه كالشيخ راشد بن خميس وغيره.
ويروي المؤلف أن بلعرب أنشأ كثيراً من المدارس في عُمان لكنه خص مدرسة يبرين بالذكر لانها تعتبر بمفهوم عصرنا جامعة كبيرة ففيها يدرّس الفقه والنحو والصرف .. وغير ذلك من العلوم التي ساعدت على نشر الثقافة والعلم وتخريج العلماء والقضاة وعلى العموم فإن عصر الدولة اليعربية عصر لا يختلف عليه إثنان على أنه من أزهى وأزهر وأرقى العصور ثقافة وعلماً وأدباً في هذه المنطقة. ونحن حينما ندرك المستوى الثقافي الرفيع الذي عاشه شعب الدولة اليعربية في ذلك العصر والذي ألمحنا اليه قبل قليل عندئذ لا نستغرب أن يفرز مثل ذلك المجتمع الواعي المتألق بعلمه وثقافته وطموحه شاعراً فذّاً كبن ظاهر في خصائصه وميزاته.


مستوى الشاعر الثقافي :


إنه لأمر طبيعي لان يكون مستوى الشاعر مرآة صادقة لصورة مجتمعه في شتى مناحيه وعلاقاته وابرز ما يكون ذلك في علمه وثقافته . إذ يعبر مستوى الشاعر عن مدى ما وصل اليه ذلك المجمتع من علم وأدب وثقافة . والمستعرض لاشعار ابن ظاهر يقف مبهوراً أمام ثقافته الواسعة التي مكّنته من تصريفها في أغراضه الشعرية كما يشاء . فتعجب حين تقرأ له الأمثال المبتكرة والحكم النادرة والوصف البديع والمعاني العميقة يتوج ذلك اسلوب رفيع ولفظ جزل بديع وسبك رصين لا يقل في مستواه عن الفصحى لولا تساهل في النطق وتجانف عن الاعراب فهو يصدر منه عن فطرة مصقولة بالعلم ويؤاتيه عن طبع شحذته التجربه . فاذا أرجعته إلى أصله الفصيح وجدته الشعر السليقى المتمكن . واليكم المثال يقول ابن ظاهر مبتدئاً إحدى قصائده :
يقول الفهيم المايدي بن ظاهر ** والأمثال تسعفني بنايا قصوره
فلو أنك أردت ان تقراً هذا البيت باللغة العربية الفصحى لأمكنك ذلك دون إخلال بالوزن,
فتقول :
يقول الفهيم الماجدي ابن ظاهر ** والأمثال تسعفنى بناء قصوره


والقارئ الفطن لشعر ابن ظاهر يراه قمة في لغته الشعرية وأسلوبه البياني قريباً جداً من الشعر العربي لولا ما ذكرنا آنفا من ابتعاد عن قواعد اللغة وتسامح في النطق حسب ما تقتضيه اللّهجة العامية بعكس ما قرأناه من الأشعار العامية التي تلت عصر ابن ظاهر إذ أن الفارق بينهما وبني
الفصحى بعيد الشأ وواضح المعالم. وفي قصيدة اخرى له نجد اكثر من خمس عشرة بيتاً أقرب إلى الفصيح وهاكم الابيات :
نقا جوهر غالي في المسام ** بالأثمان كم ظال منها الظويل
قماش منقا بقطن موقا ** وشي تبقا قليل المثيل
تغالي التجار قماش الغزار ** والأزياء ما في شراها حجيل
وأثمار لاشجار حلو وذوق ** وفيها رزايا ودوح ظليل
والأنهار تجري بخبث وطيب ** عيون تجارى وهذاك غيل
ولفظ الأنام حلو ومر ** ولا الشري منها شرى السلسبيل
والناس أجناس بخيل يذم ** كريم يحيا ونذل بخيل
والأرض تعرا ويكسى عراها ** من الغيث أصناف ثوب جميل
لفاها طروق مشع البروق ** تمج الشدوق سحاب هطيل
هروق يروق ويحيى العروق ** تولوه أملاك نعم الوكيل
لها الرعد زاوي وشرتا زغاوي ** فهاج بكاها رميج الخليل
سرى بيهم هرج بكي وضحك ** وشمت المواشي وجهل الخليل
تطيب المفالي من أول وتالي ** وطاب الزلال عمار النخيل
وطهى نضالا بشوي وطبخ ** مقات الضعاف وطعم السبيل
لذيذ طعامه وحلو جناه ** تولوا حصاده بوزن وكيل
ولفوا عراها بقمصان خوص ** وعادت إمّاته إلى الدور حول
تنحوا وكل مضى في هواه ** عن الدار وانو ولشد الرحيل
تنحيت لي مثل غي السراب ** ومذ ضل عقلي تركت الصميل
ويوم دنا الشيب ولى الشباب ** أناخ ركاباً وحث الرحيل
دهاني المشيب بدولات حرب ** وهجن خطتها ملابيس خيل


من هذا المنطلق نرى ان ابن ظاهر قد كان على الجانب كبير من العلم والثقافة . ولو كان الشاعر خلواً منهما لما استطاع ان يأتي بهذه الدرر الثمينة والنفائس الكريمة التي خلّدها التاريخ على مدى ثلاثة قرون من الزمان تتداولها ألسنة الناس أمثالاً وأوصافاً وحكماً.
ودليل آخر يسند ما ذهبنا إليه من ثقافة الشاعر. وهو تنقلاته الكثيرة في أرجاء المنطقة رغم صعوبة المواصلات آنذاك .. والتي مكّنته من الاطلاع على ثقافات الآخرين .. فتأثر بها وتفاعل معها واكتسب بحكم هذه اللقاءات الكثيرة ثقافة وتجارب قيّمة مفيدة في هذه الحياة.
ولا نستبعد ان يكون ابن ظاهر قد نظم الشعر العربي الفصيح أيضاً وان كنا لم نقف له على شيء من ذلك .. إلا ان ما يمتاز به ابن ظاهر في شعره الشعبي من ملكات لغوية ومعطيات ثقافية وتصريف بياني بديع ومعان قوية عميقة تجلعنا لا نستكثر عليه نظم الشعر بالفصحى . ونحن حينما نقول بذلك فانما نستنتج رأينا هذا من قراءتنا لجواهر أشعار ابن ظاهر وعظيم آثاره . وإن كنا لا نملك الدليل المادي عليه إلا انه إحتمال تطمئن اليه نفوسنا ويميل اليه فكرنا .. فضلا عن ذلك فان ابيات ابن ظاهر في الشعر النبطي لا تكاد تبتعد عن الشعر العربي الفصيح ذلك البعد الذي يمكن ان يوجد بين العامية والفصحى .. وإنما هي قريبة الشبه به إلى حد ما من نواح كثيرة.




7- الشيخ خميس بن راشد الرويشدي الضنكي عاش في القرن الحادي عشر وكان أحد العلماء الذين عقدوا البيعة للإمام ناصر بن مرشد اليعربي
8- الشيخ أبي يعقوب محمد بن ربيعة بن زيد المربوعي كان أحد علماء الدولة اليعربية البارزين أدرك عصر كل من الشيخ الإمام بلعرب بن سلطان وأخيه سيف بن سلطان
9- الشيخ الوالي سليمان بن محمد بن ربيعة بن زيد المربوعي عالم فقيه عاش في أواخر القرن الحادي عشر وأوائل القرن الثاني عشر كان أحد العلماء الذين اجتمعوا لعقد الإمامة لسلطان بن سيف بعد وفاة أبيه وقد عينه هذا الإمام واليا على مدينة نزوى
10- الشيخ خنجر بن علي بن غفيلة الغفيلي عاش في القرن الحادي عشر في عهد الدولة اليعربية
11- الشيخ عثمان بن علي الشكري عاش في القرن الحادي عشر الهجري في ظل الدولة اليعربية
12- الشيخ صالح بن سعيد بن أحمد بن صالح عاش في القرن الثاني عشر الهجري وأدرك أواخر الدولة اليعربية
13- خلف بن محمد بن خنجر بن سعيد بن غفيلة الغفيلي عاش في عصر أواخر الدولة اليعربية في القرن الثاني عشر للهجرة وكان يعيش في ولاية ضنك




14- الشيخ الفقيه الرضي نعمان بن زاهر بن سيف الفيلاني الضنكي :


أحد أعلام عمان البارزين في فترة عصر اليعاربة والذي كان له وأسرته دور بارز في توحيد عمان في عهد الإمام ناصر بن مرشد اليعربي ( 1624 - 1649 ) .
وبداية أعتذر عن هذه المعلومات المختصرة التي سوف أقدمها لكم لأنه وكما أظن هذه أول ترجمة لهذا العالم ولم أطلع على أي ترجمه له إلا على ترجمة مختصرة وضعها الشيخ المؤرخ سيف بن حمود البطاشي رحمه الله في كتابه الإتحاف .


· اسمه ونسبه :


هو الشيخ الفقيه الرضي نعمان بن زاهر بن سيف بن راشد بن حجي بن زاهر بن محمود بن فيلان الفيلاني الضنكي.. ينتسب إلى قبيلة بني فيلان.. تلك القبيلة التي كانت تستوطن منطقة العلاية من ولاية ضنك.. وقد انقرضت هذه القبيلة.. وتلاشت من الوجود.. وأصبحت أثراً بعد عين.. وسبحان الذي يغير ولا يتغير.. ويفني ولا يفنى .


وقد استقرت هذه القبيلة في هذه المنطقة منذ أمد بعيد حيث وجدت أن الشاعر الكيذاوي قد ذكر هذه القبيلة مع عدد آخر من قبائل عمان عامة وولاية ضنك خاصة في قصيدته التي مدح بها الملك فلاح بن محسن النبهاني عندما توجه لمحاربة وادي بني خالد حيث يقول في قصيدة طويلة ما يلي :
وآل وحشي جميعاً في غطارفة من آل شكر أو من آل فيلان
وفيه آل عزيز مع بني عمر مع آل حمير مع عبس وذبيان
هذا وقد شاركت هذه القبيلة - بقيادة شيخها سيف بن راشد الفيلاني وابنه الشيخ زاهر بن سيف الفيلاني وقاضيهم الشيخ العلامة خميس بن رويشد المجرفي - في توحيد عمان تحت زعامة الإمام ناصر بن مرشد اليعربي ( 1034هـ - 1059هـ) حيث يقول في ذلك الشيخ المؤرخ نور الدين السالمي : (وجعل –أي الإمام ناصر بن مرشد - يجمع الجيوش والعساكر فاجتمع له خلق كثير فسار بهم إلى الظاهرة وافتتح وادي فدى وأمر ببناء حصنها ونصره أهل العلاية من ضنك وكان مقدمهم الشيخ العالم خميس بن رويشد ورجال الفياليين واستقام أمره بها رغم القالين ).


كما احتضنت هذه القبيلة.. مجموعة من العلماء والأدباء والشعراء.. حيث أصبحت علاية ضنك في عهدهم.. كعبة للعلماء.. وملاذاً للأدباء والشعراء .




· ملاحظات :


الملاحظة الأولى : لم استطع أن أتوصل إلى نسب قبيلة الفيلاني ولذا أتمنى من كان عنده معلومة أن يزودني بها وخصوصا أنني علمت أنه توجد بقايا لهذه القبيلة في ولاية منح بمنطقة معمد .
الملاحظة الثانية : وردت هذه القبيلة في كتاب تحفة الإعيان بسيرة أهل عمان للمؤرخ الشيخ السالمي باسم ( الغياليين ) بالغين وهذا خطأ بين لا يحتاج لا توضيح والصواب هو ( الفياليين ) بالفاء لذا أتمنى أن تصحح هذه الكلمه إذا أعيد طبع الكتاب مرة أخرى








· ولادته ونشأته :


نشأ هذا الشيخ وترعرع.. بين خمائل وأفانين علاية ضنك.. حيث كان آباؤه وأجداده يسيطرون على حصن بيت المنيخ ذلك الحصن الذي بناه أجداده.. ليكون مقراً لهم.. وملاذاً لقبيلتهم.. وعنوانا لسيطرتهم وقوتهم.. وبسط نفوذهم


وقد ولد – كما يظهر لي - في بداية القرن الثاني عشر الهجري أو قبله بقليل وذلك في عصر الإمام سلطان بن سيف اليعربي (1059هـ -1090هـ) أوبدايات عصر ولده الإمام بلعرب بن سلطان اليعربي (1090هـ - 1104هـ ) وقد شب هذا الشيخ وترعرع في علاية ضنك متنقلاً بين حصنها حصن بيت المنيخ ومسجدها مسجد الصاغة ذلك المسجد الذي كان مركز إشعاع ثقافي وديني حيث احتضن عدد من العلماء والفقهاء والأدباء والشعراء فكم من الكتب قد ألفت في ساحته.. وكم من ناسخ للمؤلفات قد نسخ بين سواريه




· أبنائه :


لم أجد ذكراً لأبناء هذا الشيخ إلا ابن واحد منهم وهو الشيخ عبدالله بن نعمان بن زاهر الفيلاني وهو جد الشيخ علي بن ناصر بن علي بن عبدالله الفيلاني الذي كان آخر شيوخ هذه القبيلة حيث أنجب عدداَ من الأبناء منهم راشد بن علي وهداية وراية وزوينة وموزة بنات علي بن ناصر وبوفاة هؤلاء النساء انقرضت هذه القبيلة وتلاشت من الوجود.


· أعماله :


تزعم هذا الشيخ قيادة قبيلته.. فسار بهم سيرة حسنة.. واشتهر بين العام والخاص.. حتى صارت أخباره تتناقل من مكان إلى مكان.. ويتغنى الركبان بسجاياه وخصاله التي اشتهر بها حيث كان عالماً فقيهاً وشيخاً قبلياً فاضلا.. حيث يذكر صاحب كتاب إتحاف الأعيان أن للشيخ نعمان بن زاهر أجوبة على سؤالات بعض العلماء منهم الشيخ سعيد بن مسعود بن صالح الربخي الضنكي.
هذا وقد ذاع صيته وبرز وذلك بسبب تشجيعه للعلماء والأدباء والشعراء حيث ظهر في عصره عدد من الأدباء واستوطن في هذه الولاية عدد من العلماء ومن هؤلاء الشيخ خلف بن محمد بن خنجر الغفيلي والشيخ سيف بن خلف الغفيلي والشيخ سعيد بن خلف الغفيلي والشيخ عثمان بن علي الشكري والشيخ سليمان بن محمد المربوعي والشيخ سعيد بن مسعود بن صالح الربخي والشيخ سليمان بن علي بن مسعود المزاحمي والشيخ علي بن سرحان بن خميس اليحيائي والشيخ خلفان بن خالد بن خلفان الساعدي والشيخ صالح بن سعيد بن أحمد الضنكي .. كما ازدهرت عملية نسخ الكتب في عهده فكثير ما أجد نسخ من كتب بيان الشرع والمصنف ومنهج الطالبين وغيرها قد نسخت في علاية ضنك في زمنه.






· وفاته :


توفي الشيخ نعمان بن زاهر الفيلاني بعد حياة حافلة بالعطاء وذلك ساعة صلاة المغرب ليلة الجمعة صباح خامس من شهر جمادي الأول سنة واحد وستين ومائة وألف من الهجرة ( 1161هـ ) في عصر الإمام بلعرب بن حمير اليعربي .






15- الشاعر محمد بن عبدالله المعولي :




16- الشيخة عائشة بنت راشد الريامية :




إن الإنسان ليقف مبهوراً أمام سيرة هذه الفقيهة العابدة التي استطاعت أن تتبوأ درجة من العلم، حتى أصبحت فقيهة يفِدُ إليها طلاب العلم من كل حدب وصوب ليستفتوها فيما أشكل من أمور الدين، وغمض من أحكام الفقه، فهيا بنا نتعرف على هذه العالمة الفقيهة.


هي عائشة بنت راشد بن خصيب الريامية البهلوية، سكنت حارة الغاف من بهلا، عاشت في عصر اليعاربة في أواخر القرن العاشر، وبداية القرن الحادي عشر الهجري، وقد عاصرت ثلاثة من أئمة عمان وهم: الإمام بلعرب بن سلطان الأول بن سيف اليعربي، والإمام سيف الأول بن سلطان الأول اليعربي، والإمام سلطان بن سيف الأول ، اتصفت هذه البرة الرضية بالزهد والورع والتقى، وقد تتلمذت على يد كبار المشايخ والعلماء في عصرها، وقد أعطاها الله قوة في الذكاء، وعمقاً في الفهم، فاشتهرت بقوة علمها وغزارة إطلاعها، وبرزت في مجال الفتوى والفقه.


وبالإضافة إلى مكانتها العلمية فقد كان لها دور سياسي جسيم، حيث يذكره عبد الله الطائي بقوله: (ولقد شاركت هذه العالمة الجليلة في توجيه الحكم في عصر اليعاربة في عمان، فبعد أن خرج سيف بن سلطان على أخيه الإمام بلعرب طالباً توسيع النفوذ الخارجي ومطاردة البرتغال، في حين اهتم أخوه بالإصلاحات الداخلية، تمكن سيف من الاستيلاء على الحكم بعد وفاة أخيه في الحصن الذي حوصر فيه، فبويع من قبل الكثيرين إلا أن الشيخة بنت راشد رفضت مبايعته، وأصرت على أن يلزم بيته أولاً، وأن يبتعد عن الحكم، ثم ينظر في ذلك من قبل أولي الرأي في البلاد، ولم يستطع سيف أن يعارض هذه المرأة ، فترك مقر الحكم فعلا ولزم بيته يومين، حتى أرسلت هذه المرأة المسلمة إليه، وناقشته بجانب جماعة من أعيان البلاد في مخالفته لأخيه ثم بايعته على أساس الجهاد والعمل على الإصلاح، وبذلك عاد إلى ممارسة الحكم، وأصبح من بعد في طليعة أئمة عمان حتى سمي بقيد الأرض لسعة نفوذه).


وقد جُمّعت فتاواها في مجلدين تحت اسم جوابات الشيخة عائشة، ولعل لها مؤلفات أخرى في مجال الشريعة الإسلامية، ولكن للأسف فإن مؤلفاتها تلاشت، وكانت هذه المؤلفات توجد بالمكتبات في ولاية بهلا كأمثال مكتبة آل معد، ومكتبة آل مفرّج، ومكتبة الشيخ سالم بن راشد بن ربيعة العوفي الذي كان يسكن حارة الحدّاد بولاية بهلا، وروى جواباتها بعض العلماء مثل العلامة جميل بن خميس السعدي في كتابه (قاموس الشريعة)، وذكر فيه أنه قد أدركها وحفظ عنها.


ونقل بعض جواباتها في كتابه المذكور منها ما نصه:
(عن الشيخة ابنة راشد للضيف إذا كان أكله وحده أكثر مما أن كان رب الطعام حاضرا عنده استحيا منه أو تضيعا لأدب ومذهب أيسعه ذلك، ويكون سالما أم لا؟
الجواب: إنه كان يأكل معه على أي حال، وأما في حسن الخلق فلا يأكل معه إلا أن يكون من الكبراء، والله أعلم).


وليس بعجيب إذن على امرأة بلغت درجة الفتوى أن تكون مهتمة باقتناء الكتب، ومما يؤيد ذلك إطلاعنا على مخطوطة لكتاب المحاربة للشيخ بشر بن محبوب بن الرحيل رحمه الله – وقد كتب في آخر المخطوطة: (كتاب المحاربة – للشيخة التقية الرضية المرضية العالمة الزاهدة عائشة بنت راشد بن خصيب الريامية البهلوية) وهذا الكتاب يقع في أربعة وثمانين باباً، تتضمن أبواباً في العقيدة الصحيحة كالولاية والبراءة وما لا يسع جهله وما يسع جهله وغيرها، وأبواباً أخرى متفرقة كالإمامة والجهاد والدعاوى والقذف وذكر بعض الطوائف الضالة وغيرها من الفروع المهمة في الدين.


ولم تكتف الشيخة عائشة باقتناء الكتب التي يصعب امتلاكها في ذلك الوقت فحسب، ولكنها رأت أيضا أن نسخ الكتب له أهمية بالغة في حفظها من الاندثار، وذخراً للأمة عند تقلب الدهور والأزمنة وبقاءً للعلم، فطلبت من مسعود بن راشد بن حرمل بن مرشد المعمري الخروصي نسخ كتاب جوابات الشيخ أحمد بن مدّاد النزوي الذي هو من علماء القرن العاشر، وتم الانتهاء من نسخه ليلة الخميس لثمان ليال بقين من شهر رمضان عام 1128هـ، وفي مخطوط بيان الشرع الجزء الرابع عشر، ذكر الناسخ بأنها نسخة للفقيهة العالمة عائشة الريامية، وتم الانتهاء من نسخه في الثامن عشر من ربيع الثاني من عام 1128هـ.


ولقد كانت في عصرها- عصر اليعاربة نساء أخريات غيرها، اشتهرن بالعلم فما أعظمه من عصر انتشرت به تلك العالمات ليكن قبسا ترجع إليهن كل فتاة فيما أشكل عليهن في أمور دينهن ودنياهن ويكن شعلة تنير الطريق أمام كل فتاة تحب العلم وتسعى إليه.


توفيت العالمة الجليلة عائشة الريامية في عصر الإمام سلطان بن سيف الأول، بعد عمر قضته في كفاح من أجل العلم والدين، ودفنت ببهلا شمال الطوي الواقعة بمسجد العبّاد عليه لوح من الرباب مكتوب فيه اسمها وتاريخ وفاتها، ولا يزال قبرها معروفاً ولكن مع مرور الزمن تلاشى تاريخ وفاتها، ولكن اسمها لا يزال محفوراً في ذاكرة الأجيال يتـناقله الأبناء عن الآباء، وقد سميت مدرسة ببهلا باسمها تخليداً لذكراها العطرة.




17- الشيخ خميس بن سعيد الشقصي
18- الشيخ عبدالله بن محمد الكندي
19- الشيخ الزاملي
20- الشيخ الصبحي
21- الشيخ محمد بن جمعة بن عبدالله بن عبيدان

هناك 14 تعليقًا:

  1. 37 kits (round that up to 9 total quart and a half kits).
    Polished concrete floors come in different colours and types to suit the different decorative and functional requirements of domestic or commercial customers.
    Say we are laying out a simple home 30' x 45'; if the
    last dimension was forty feet instead of forty-five then the cross corner measurement would be fifty feet.

    ردحذف
  2. هاااااااجر اليعربي28 مارس 2014 في 12:09 ص

    بارك الله فيكم ورزقكم من حيث لا تحتسبوا على هذه المعلومات الرائعة التي استفدت منها كثيرا

    ردحذف
  3. هاااااااجر اليعربي28 مارس 2014 في 12:11 ص

    بارك الله فيكم على هذه المعلومات الرائعة التي استفدت منها كثيرا
    أتمنى لكم الخير دائما ويرزقكم الله من حيث لا تحتسبوا ...

    ردحذف
  4. هاااااااجر اليعربي28 مارس 2014 في 12:15 ص

    شكرررررررررررررررررررررررا

    ردحذف
  5. تحية طيبة لكم أيها الأخوة

    و شكرا لمروركم الكريم



    السيدة الفاضلة هاجر اليعربي

    شكرا لمرورك سيدتي الكريمة ، و نسأل الله أن يجيب دعاءك الطيب ويرزقك مثل ما دعوتي لنا .

    يسعدني أن تكون المعلومات ذات فائدة للجميع .


    لكم وافر التقدير .

    ردحذف
  6. بوركت جهودكم مدونة جميله .. بحرها واسع وأرضها شاسعه

    ردحذف
  7. الرلارؤالاىلا

    ردحذف
  8. هلا
    اخباركم

    ردحذف
  9. شكرا لكم ايعها الخوه علي معلومات الجميله

    ردحذف
  10. شكرا لكم ايهالاحوه

    ردحذف
  11. شكرااااااااااااا

    ردحذف