بسم الله الرحمن الرحيم: من إمام المسلمين سلطان بن سيف بن مالك إلى الوالي فلان بن فلان الفلاني جنبه الله الموبقات والمهالك.
أما بعد: يا فلان إني لك من المنذرين وعليك من المحذرين ألا تأخذ شيئا من مال المسلمين الذي هو قوام كل فقير ومسكين، وبه تدفع قارعة الغاشمين والمعتدين بتدليس شراء هو أقل قيمة وأبخس ثمنا من قيمته المعروفة في البلاد وسنته الجارية بين العباد، فإنه وإن خفي علينا وعدم علمه بين يدينا، فلن يخفى على من يعلم دبيب الذرة العجماء على الصفاة الملساء في الليلة الظلماء، ويعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، وهو المطلع على كل مختفي ومستور، وإن كنت قد قارفت شيئا من ذلك وجعلته بذلك السبب الخفي إلى مالك، فاثن إلى ساحة قراره زمام عنسه، واغتنم برد قمره قبل أن ينفحك حر شمسه، فما الأمر إن عقلت بهين وما قولي لو وعيت بمين.
هذا وقد بلغني أن شقشقة تهدر بهذيان كان لا يليق بمثالك ولا يجمل لو دريت بحالك، فلا تكن ممن سيماه سيماء العلماء ونطقه نطق السفهاء، واسمع إلى ما قال ربك المجيد مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ وانظر وقوفك غدا في موقف يخرس فيه الفصيح ويندم الطير الذي يصيح، فأصغ لك الخير إلى قول الفصيح واجنح إلى اغتنام المتجر الربيح وإلا ندمت حين لا تنفعك الندامة، وتهورت حيث لا ترجى لك السلامة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق