الاثنين، 25 أبريل 2011

دولة آل يعرب وأئمتها وفتوحاتهم العظيمة



الكاتب : الشيخ أبو الربيع سليمان الباروني (*)




وفي سنة 1034 هـ ( سنة 1624 م ) عقدوا الإمامة لناصر بن مرشد اليعربي ، وهو أول إمام من دولة آل يعرب الطائرة الصيت ، فناشب البرتغال الحرب ، وأجلاهم عن جميع السواحل العمانية إلا مسقطا فإنه عقد الهدنة مع البرتغال ومات سنة 1060 هـ ( سنة 1650 م ) فعقدوا الإمامة بعده لابن عمه سلطان بن سيف اليعربي ، فنقض الهدنة مع القائد البرتغالي واستولى على ذخائرهم وحصونهم اللاتي شادوها في قنن الجبال الشامخة ، ثم شرع في بناء أسطول ضخم وجعل مسقطا ميناء حربيا له وأعد فيه المعدات الكافية من مدافع وغيرها ، فطرد البرتغال من الخليج العربي كله بعد وقائع هائلة أهمها واقعة كنج من بلاد العجم ، واحتل مضيق هرمز.

ثم هاجم البرتغال في سواحل الهند فاستولى على الديو وخربها ووسى وبمبي وغيرها من المدن الشهيرة بساحل الهند ، وبعد أن أجلاهم عنها وجه في مطاردتهم أسطوله إلى أفريقيا الشرقية ، واحتل فازة وبتة وكلوة ، وحاصر ممباسة ، واحتل مضيق باب المندب وجزيرة قمران ، ومات رحمه الله بنزوى سنة 1090 هـ ( سنة 1679 م ) .
ثم عقدوا الإمامة لولده بلعرب ، ومكث في الإمامة أربعة عشر عاما ، ومات خليعا ودفن بقصر جبرين 1104 هـ .

ثم عقدوا الإمامة من بعده لأخيه سيف بن سلطان بن سيف ، فزاد في بناء الأسطول الذي أنشأه والده ، وأضرم نار الحرب على ممباسة – ثغر بأفريقية – فاستولى عليها وعلى أفريقيا الشرقية كلها إلى رأس الرجاء الصالح ، وذلك بعد حروب طاحنة ذكرت في التاريخ . ومات رحمه الله بالرستاق سنة 1123 هـ ( سنة 1711 م ) ومن فتوحاته الرياض عاصمة آل سعود اليوم والإحساء . روى المؤرخون أنه تولى فتح الرياض بنفسه وأتى بنحو 35 أميرا من أمراء نجد أسارى إلى " نزوى " عاصمة عمان ، ويروى عنه أنه قال : إن أعانني الله لأجعلن المسافر من نزوى إلى مكة يذهب بلا زاد ، يعني يبذل الهمة في عمران الطريق . أما تعميره عمان فحدث عن البحر ، فكم له من مدن بعمان عمرها وأنهار أجراها وحصون شادها ، ولو لم يكن إلا بلاد الباطنة وهي مسافة 130 ميلا كلها متتابعة العمران آهلة بالأباضية لكفاه فخرا مدينة العلياء أبهج بلاد عمان وأنقاها هواء .

ثم عقدوا الإمامة بعده لولده سلطان ، فوجه عنايته لحرب دولة إيران ، وانتزع من أيديهم جزيرة القسم والبحرين ولارك وجاش وبندر عباس بعد حروب طاحنة وأهمها وقعة البحرين ، وقد أطنب في وصفها شعراء عمان في ذلك الوقت وذكر من قتل فيها من قواد العرب وعلمائهم ، ومات بالحزم سنة 1131 هـ ( سنة 1718 م ) .

وبعده اختلفت كلمة أهل عمان : فرقة أرادت الإمامة لابنه الصغير سيف بن سلطان وهم الرؤساء والقواد ، وفرقة أرادت الإمامة لعمه يعرب وهم العلماء ، فوقع القتال بينهما واستمر الخلاف ، وكان من أشهر قواد عمان محمد بن ناصر الغافري وخلف بن مبارك الهنائي ، والكل منهم منضم إلى فريق ، فمن انضم إلى خلف سمي هنائي ومن انضم إلى محمد بن ناصر سمي غافري ، وهذا الخلاف باق أثره إلى اليوم بعمان .


____________________________________________________________________

(*) الكاتب :

الشيخ أبو الربيع سليمان باشا الباروني (ولد سنة 1287 هـ/1870م) في مدينة جادو بليبيا، مجاهد ليبي حارب الإيطاليين وكان من أهم السياسيين الليبيين في تلك الفترة حيث كان عضوا في مجلس المبعوثان العثماني (مجلس النواب) وتحصل على رتبة البكوية وكانت له عدة مبادرات في ليبيا منها طباعة عملة سماها البارونية وتأسيس جمهورية في الغرب الليبي تحت اسم الجمهورية الطرابلسية. كما اسس المدرسة البارونية بمدينة يفرن بليبيا وأسس بمصر عام 1906 م (مطبعة الأزهار البارونية)، وفي عام 1908 م أصدر جريدته التي أسماها (الأسد الإسلامي). رجع إلى ليبيا وقاد معارك الجهاد ضد الغزو الايطالي من الفترة 1911م حتى 1916م حين عين والياً على ليبيا ة تحصل من السلطان العثماني على البشوية. ثم اعلن أول جمهورية في العالم العربي تحت اسم الجمهورية الطرابلسية. سنة 1919م اعتزل العمل السياسي بعد اعتراف إيطاليا المزيف بالحكومة الوطنية الليبية.وفي عام 1922م أجبرته السلطات الإيطالية على مغادرة طرابلس حين قاوم محاولة بعض الليبين اللجوء إلى الاستسلام ورفض صلح بن ادم واصر على مواصلة الجهاد. فتنقل بين تركيا وفرنسا محاولا العودة إلى أرض الوطن ولكنه منع، واستقر به المقام في سلطنة عمان سنة 1924 حيث عمل مستشارا" لدى الإمام محمد بن عبد الله الخليلي إمام عُمان وظل بها حتى وفاته عام 1940م في الهند أثناء رحلة علاجية من مرض المالاريا.

هناك تعليقان (2):

  1. الكتاب هو ﻣﺨﺘﺼﺮ تاريخ الإباضية ، باب دولة آل يعرب وأئمتها وفتوحاتهم العظيمة (الصفحة رقم 68) تأليف المغفور له بإذن الله اﻟﻌﻼﻣﺔ اﳉﻠﻴﻞ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎدل اﻟﺸﻴﺦ أﺑﻲ اﻟﺮﺑﻴﻊ ﺳﻠﻴﻤﺎن صالح عمر اﻟﺒﺎروﻧﻲ اﻟﻌﻀﻮ ﺑﺎﶈﻜﻤﺔ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﺑﻄﺮاﺑﻠﺲ وليس سليمان باشا الباروني الذي عمل لدى السلطان سعيد بن تيمور والإمام الخليلي رحمهم الله ، فقط تشابه في الاسم.

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لك أخي الكريم على توضيح اللبس .

      حذف